يقول قس بن ساعدة:
أيها الناس ، اسمعوا وعوا ، من عاش مات ، ومن مات فات ،
وكل ما هو آت آت ، ليل داج ، ونهار ساج ، وسماء ذات أبراج ، ونجوم تزهر، وبحار
تزخر، وجبال مرساة ، وأرض مدحاة ، وأنهار مجراة ، إن في السماء لخبراً ، وإن في
الأرض لعبراً ، ما بال الناس يذهبون فلا يرجعون ، أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا
فناموا
ثم يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو
أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه ، إنكم لتأتون من الأمر منكراً ، ثم أنشأ :
في الذاهبيـن الأولـــين من القرون لنا بصائـر
لما رأيت مـوارداً للموت ليـس لهـا
مصــــــادر
ورأيت قومــي نحوهــــا يمضي الأكابر
والأصاغـر
لا يرجــع الماضـي إلي ولا من الباقين غابـر
أيقنت أي لا محالة حيث
صار القوم صائر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يعرض هذا الكلام يوم
القيامة على قس بن ساعدة فإن كان قاله لله فهو من أهل الجنة)).